header ads

هل تتجه السعودية نحو التغريب بتسمياتها الحديثة؟

تسعى السعودية لتصبح وجهة سياحية عالمية، وهذا التوجه يستلزم لغة تسويقية يفهمها الجميع. لذلك فإن استخدام أسماء سهلة النطق وعابرة للغات هو أسلوب شائع

مدن المملكة العربية السعودسة الحديثة

يتساءل البعض عن سبب اعتماد المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة على التسميات الأجنبية لبعض مشروعاتها الكبرى مثل نيوم، وذا لاين، وكينغدوم أرينا، وبوليفارد وورلد، وغيرها. وقد يصل التساؤل الي درجة القلق من أن الجزيرة العربية قد تكون بصدد تحول ثقافي نحو الهوية الغربية. فهل هذا حقيقي؟ وهل فقدت السعودية هويتها العربية؟ أم أن الأمر له خلفيات أعمق تتعلق برؤية مستقبلية شاملة؟

التحول الاقتصادي والثقافي في ضوء رؤية 2030

لفهم هذه التوجهات، لا بد من النظر في سياقها الأوسع ضمن رؤية السعودية 2030. فالمملكة تسعى بكل وضوح إلى بناء اقتصاد متنوع لا يعتمد على النفط وحده، بل يرتكز على قطاعات مستدامة كالصناعة، والسياحة، والثقافة، والتقنية. وهذه الرؤية الطموحة تتطلب استقطاب العقول والكفاءات من مختلف أنحاء العالم، سواء من الدول العربية أو الغربية أو الآسيوية للعيش والعمل داخل المملكة، والمساهمة في بناء اقتصاد حديث ومتين.

من هنا، تأتي التسميات ذات الطابع العالمي في بعض المشاريع الكبرى كأداة تسويقية موجهة لفئة دولية واسعة. فاختيار أسماء مثل NEOM أو The Line لا يقصد به التخلي عن الهوية العربية، بل مخاطبة جمهور عالمي من المستثمرين والمبدعين والسياح الذين قد يجدون في هذه الأسماء ما يلامس اهتمامهم وثقافتهم.

السياحة والعالمية - أدوات تنموية لا تغريبية

تسعى السعودية لتصبح وجهة سياحية عالمية، وهذا التوجه يستلزم لغة تسويقية يفهمها الجميع. لذلك فإن استخدام أسماء سهلة النطق وعابرة للغات، خاصةً في المشاريع الموجهة للسياح والزوار من الخارج هو أسلوب شائع في كثير من الدول ذات الطموح السياحي، ولا يعني بالضرورة ان يكون تغريباً أو انسلاخاً من هويتنا العربية.

إلى جانب ذلك، فإن هذه المشاريع تخلق فرص عمل جديدة، وتحرك الأسواق، وتزيد الطلب على السلع والخدمات في مختلف قطاعات الاقتصاد. كما تسهم في بناء بنية تحتية متقدمة تعزز جودة الحياة للمواطن والمقيم.

أسماء عربية في السعودية تثبت التوازن الثقافي بين الهوية والتسويق

من المهم أيضاً الإشارة إلى أن المملكة لم تتخلّ عن لغتها ولا عن هويتها العربية. فهناك عدد كبير من المشاريع التنموية والوجهات السياحية التي تحمل أسماء عربية واضحة وتفخر بإرثها المحلي، لكنها ربما لم تُذكر في التساؤل المطروح. ومن هذه المشاريع:

  • المربع الجديد: مشروع حضري ضخم يطمح لتقديم نموذج متطور للحياة في المدينة.
  • المسار الرياضي: أحد مشاريع الرياض الكبرى لدعم أسلوب الحياة النشط.
  • شركة تسارع: لدعم الابتكار وريادة الأعمال.
  • قمم السودة: منتجعات فاخرة في جبال عسير.
  • القدية: مدينة ترفيهية وسياحية تُعد من الأكبر في الشرق الأوسط.
  • البلد: مشروع تطوير جدة التاريخية.
  • شركة سير لصناعة السيارات: اسم يجمع بذكاء بين العربية والإنجليزية.
  • شركة روشن: للتطوير العقاري.
  • شركة الدرعية: التي تعكس إرث المكان التاريخي العريق.
  • شركة الآت: التي تسعى للريادة في مجال صناعة رقائق السيلكون.
هذه المشاريع ليست هامشية، بل جزء من العمود الفقري للتنمية في المملكة، وهي دلالة واضحة على أن السعودية تحتفظ بتوازن دقيق بين الانفتاح العالمي والاعتزاز بالهوية العربية.

الهوية السعودية الجديدة لا تتنافى مع الحداثة بشكل او بآخر

ما تشهده السعودية هو تحول مدروس يستجيب لمتغيرات العصر. الثقافة الغربية بالفعل مؤثرة على مستوى عالمي، خاصة في مجالات التقنية والإعلام وريادة الأعمال، وهي واقع لا يمكن تجاهله. لكن في الوقت نفسه، تسعى المملكة لبناء نموذجها الخاص، الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، ويضعها في موقع الريادة لا التبعية.

انا رأيي ان التحول الحقيقي ليس في الأسماء، بل في الرؤية والطموح، وهو ما يجعل من السعودية اليوم دولة ذات حضور عالمي متصاعد كما هو واضح للجميع ، ودولة ذات هوية عربية راسخة. حفظ الله المملكة 🤲.

إرسال تعليق