header ads

رغم تنوع المطاعم - لماذا يغيب المطبخ الإيراني عن السعودية؟

لماذا في الوقت اللي صارت فيه المملكة وجهة عالمية للمطاعم، من اليابان إلى المكسيك، ومن الهند إلى أمريكا، تظل المطاعم الإيرانية شبه غائبة


 

من بين النقاشات العفوية التي دارت بيني وبين بعض أصدقائي في السعودية، كان هناك سؤال غريب نوعًا ما لكنه أثار فضولي.

المأكولات الإيرانية في السعودية
مصدر الصورة

 ليش ما فيه مطاعم إيرانية في السعودية؟

في الوقت اللي صارت فيه المملكة وجهة عالمية للمطاعم من كل أنحاء العالم، من اليابان إلى المكسيك، ومن الهند إلى أمريكا، تظل المطاعم الإيرانية شبه غائبة عن المشهد، أو موجودة بعدد لا يُذكر، وغالبًا ما تكون غير نشطة أو لا تقدم تجربة تمثل المطبخ الإيراني الحقيقي.بحثت على قوقل، حاولت أكتب "مطعم إيراني في الرياض" أو في جدة أو الدمام. النتائج كانت محبطة جدًا، بالكاد أجد أسماء على أصابع اليد، وبعضها مغلق من سنين، وبعضها مجرد اسم بلا تقييم أو حضور رقمي حقيقي.

الوضع مختلف تمامًا لما تبحث في دول الخليج الأخرى. في دبي مثلًا أو في الكويت أو حتى البحرين، تجد مطاعم إيرانية منتشرة، بعضها صار علامات تجارية محلية مشهورة، وتقييماتها ممتازة، والناس تقصدها خصيصًا!.

الغريب أن كثير من الأطباق اللي نحبها أصلها فارسي، مثل الكبسات بأنواعها، والكباب، والرز الزعفراني، وحتى بعض الحلويات مثل الكليجا وغيرها. المطبخ الفارسي أثّر في ثقافات كثيرة، سواء في العراق أو الخليج أو حتى آسيا الوسطى. لكن رغم هذا التأثير التاريخي، ما شفنا له حضور يذكر داخل السوق السعودي.

في هذا النقاش، ظهرت آراء مختلفة. بعض الأصدقاء أبدى تحفظًا شديدًا، واعتبر أن وجود مطاعم إيرانية نوع من التطبيع الثقافي مع دولة ما نرغب في علاقتها السياسية. وهناك من خلط بين المطعم كفكرة تجارية والموقف السياسي أو الديني من إيران، وهذا أمر شائع للأسف. وفي المقابل، كان هناك من قال: "ليش نخلط السياسة بالأكل؟"، فالمطاعم الإيرانية موجودة حتى في تركيا، وفي أمريكا، وفي أوروبا، ودول شرق آسيا، وينظر لها كمطاعم عالمية راقية تقدم تجربة فريدة.

المطبخ الإيراني كنز من النكهات يستحق الاكتشاف

نمط المطاعم الإيرانية في التقديم مختلف كذلك. الطاولة الإيرانية غالبًا غنية ومتنوعة، ما تكتفي بطبق أو اثنين، بل تمتد لتشمل عدة أنواع من الأطباق، وهذا جزء من ثقافتهم في الضيافة.
  1. مشاوي متنوعة مثل كباب كوبيده وجوجة كباب
  2. أطباق خضار ولحوم مطهية ببطء مثل الغورمه سبزي والفيسنجان
  3. أرز بنكهات فريدة مثل الزعفران، الزبيب، الفستق، وحتى قشور البرتقال المجففة
  4. معجنات ومحاشي تقدم بنكهات حلوة وحامضة بنفس الوقت
  5. أسماك مشوية ومقلية ومطهوة بطرق مختلفة
لكن، في رأي بعض السعوديين، هذا الأسلوب ما يناسب ذوق المستهلك المحلي اللي يفضل السرعة والبساطة. يعني وجبة مكونة من رز ومشاوي تكفي، والطلب يجي بسرعة، مثل المندي أو المثلوثة. المطعم الإيراني مش بالضرورة يقدم بهذا الأسلوب، وهذا قد يكون أحد الأسباب اللي تمنع انتشاره.

هل لو فتح مطعم إيراني حقيقي يقدم تجربة أصيلة، راح يلقى إقبال؟

الجواب ما هو بسيط، لأن الإقبال يتأثر بعوامل كثيرة، منها تقبل المجتمع، شكل الهوية التسويقية، جودة الطعم، ومهارة المطعم في تقديم الأكل بروح إيرانية لكن بطريقة تناسب الذوق المحلي.

قد يكون الوقت مناسب اليوم، أن تبدأ تجربة مطعم إيراني واحد على الأقل يقدم هذا المطبخ المتنوع بطريقة عصرية، بدون زوايا سياسية أو خلفيات دينية، فقط تجربة طعام، مثل ما نقبل على مطاعم هندية أو مكسيكية أو يابانية دون أي حساسية.

وإذا نجحت التجربة، قد تفتح الباب أمام مطاعم جديدة تساهم في تنوع مشهد الطهي السعودي، وتقدم للناس نكهة جديدة من المطبخ الفارسي الغني، بعيدًا عن كل المواقف والتصنيفات.

شاركنا رأيك في التعليقات..
الأقدمأحدث

إرسال تعليق